جورجيت شرقاوي
جورجيت شرقاوي


جورجيت شرقاوي تكتب: تطور قرار تقييد الاحتفال بالنور المقدس ودلالتها في القدس

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 23 أبريل 2024 - 02:19 م

تعود تقاليد احتفال الكنيسة الأرثوذكسية بسبت النور وعيد القيامة في القدس إلى العصور القديمة. في بداية الأمر، كانت الاحتفالات مفتوحة لجميع الفرق الدينية في المدينة ، حيث يعود إلى أكثر من ألف عام. يُعتقد أنها نشأت في القرن التاسع، مما يجعلها تقليدًا غارقًا في قرون من الإيمان.ومع مرور الزمن، شهدت هذه الاحتفالات تطوراً وتقييداً من قبل الكنيسة الروم الأرثوذكس، اما مراحل تطور تقييد الاحتفال تاريخيا تتضمن تحديد الأوقات والأماكن للصلوات، ووضع الشروط للمشاركة في الاحتفالات، وتنظيم الطقوس بشكل دقيق. يُعزى هذا التقييد إلى الاعتقاد في أهمية الحفاظ على تقاليد وعادات الكنيسة وضمان سلسلة استمراريتها، و تطور هذه التقاليد إلى تغير في النظرة الدينية والثقافية نحو الاحتفال، وإلى الرغبة في الحفاظ على تقاليد الكنيسة وممارساتها بشكل صحيح.

 يُعتبر عيد القيامة واحدًا من أهم الأعياد في الديانة المسيحية وبالأخص في القدس. ويحتفل بهذا العيد بقيامة السيد المسيح من بين الأموات، وهو رمز للفرح والأمل. وبحسب تقييم لعام 2024، فإن الحد الأقصى لعدد الأفراد المسموح لهم بدخول كنيسة القيامة وباحتها الخارجية هو 4200 شخص ، بينما يتعرض المجتمع المسيحي الذي يبلغ عمره 2000 عام في المنطقة لهجوم متزايد، حيث تعمل الحكومة الإسرائيلية على تشجيع المتطرفين الذين قاموا بمضايقة رجال الدين وتخريب الممتلكات الدينية بوتيرة متسارعة.و قد سبق و حذر البطريرك اللاتيني المعين من قبل الفاتيكان، بييرباتيستا، من أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة برئاسة نتنياهو جلبت موجة من العنف ضد المسيحيين وجعلت الحياة أسوأ في مهد المسيحية.

تاريخياً تم تقييد الاحتفال بسبت الفرح في القدس عدة مرات، حيث احتفل المسيحيون بسبت النور في كنيسة القيامة بالقدس الشرقية المحتلة، رغم قيود الشرطة الإسرائيلية. تجمع الاحتفال بالنار المقدسة آلاف الحجاج ، ودعا رؤساء الكنائس المسيحيين إلى تجاهل القيود والمشاركة في الاحتفالات الدينية. ويسافر المسيحيون من جميع أنحاء العالم للمشاركة في هذا الاحتفال الذي يرمز إلى قيامة المسيح .

وعلى مدى السنوات، كان يجتمع حوالي ١٠ آلاف حاج في كنيسة القيامة، وكان آخرون يحتشدون في الأزقة المحيطة بالبلدة القديمة. ولكن للسنة الثانية على التوالي، تم تقييد الدخول بأعداد معينة لأسباب أمنية. وترفض الكنائس الزعم بأن هناك حاجة لفرض القيود، و يتعرض المسيحيين المحليين لمضايقات وأعمال عنف متزايدة في القدس .في هذا اليوم المميز، بينما ينتظرون بفارغ الصبر لرؤية شعلة النار المقدسة تنتقل من شخص لآخر حول الكنيسة في لحظة تجمع بين الإيمان والتاريخ والتقاليد الدينية.

تخيل أنك جزء من هذه اللحظة المذهلة، محاطًا بزملائك الحجاج، كل منهم يحمل آماله وأحلامه وصلواته. يتجاوز حفل النار المقدسة الزمان والمكان، ويربطك بسلسلة من الباحثين الذين وجدوا العزاء والإضاءة في هذا الحدث الإلهي ، واذ فجأه يتم تقييد الاحتفال هذا العام لأسباب أمنية. للسنة الثانية على التوالي، وتم تحديد أعداد معينة للحجاج الذين يحضرون للاحتفال في كنيسة القيامة بالقدس المحتلة. يأتي هذا القرار نتيجة للتوترات والمضايقات التي يتعرض لها المسيحيون المحليون في المنطقة، و خاصه بعد الحرب علي غزة ، و مازالوا يرون أن الاحتفال بالنور المقدسة يمثل لهم لحظة تجمع بين الإيمان والتاريخ والتقاليد الدينية. 

و التقييد هنا يشمل زفة النور او المسيرة والتي تنطلق من البلدة القديمة (حارة النصاري) بحيث يشترك بها المئات من المؤمنين والحجاج ويتقدمها الكشافة بالات العزف المختلفه وتكون مسيرة مميزة جدا ، يحتفل بها جميع المشتركين بإطلاق الاناشيد الدينية ، والتعميم جاء بأن يتم الغاء عزف الكشافه واي مظاهر احتفالية اخرى ،في سابقه لم تحدث في الماضي لذلك سيكون تسليم النور على ابواب الكنائس دون مظاهر احتفالية، تضامنًا مع ضحايا الحرب المستمرة في غزة، ويمكن النظر إلى تقييد الاحتفالات كرسالة سياسية للاحتلال الإسرائيلي، تُظهر تمسك الفلسطينيين بدينهم ومقدساتهم، وصمودهم في وجه الظلم والقمع ، وتأكيد على هوية القدس المسيحية و تعزز من صمود الوجود المسيحي فيها، في ظلّ محاولات تهويد المدينة وطمس هويتها، حيث تتداخل العوامل الدينية والسياسية والإنسانية لتُشكل واقعًا مُعاشًا، وتُعدّ بمثابة انعكاس لِمشاعر الحزن والتضامن والصمود.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة